للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليحذر كل مسلم أن يغتر بالأكثرين، يقول: إن الناس قد ساروا إلى كذا، واعتادوا كذا، فأنا معهم؛ فإن هذه مصيبة عظمى، قد هلك بها أكثر الماضين.

ولكن أيها العاقل، عليك بالنظر لنفسك ومحاسبتها، والتمسك بالحق وإن تركه الناس، والحذر مما نهى الله عنه وإن فعله الناس؛ فالحق أحق بالاتباع.

كما قال تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [سورة الأنعام آية: ١١٦] ، وقال تعالى: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [سورة يوسف آية: ١٠٣] .

وقال بعض السلف رحمه الله: "لا تزهد في الحق لقلة السالكين، ولا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين".

هذا وإن أهم ما أوصيكم به: أمورا خمسة:

الأول: الإخلاص لله وحده في جميع القربات القولية والعملية، والحذر من الشرك كله، دقيقه وجليله؛ وهذا أوجب الواجبات، وأهم الأمور، وهو معنى شهادة أن لا إله إلا الله. ولا صحة لأعمالكم وأقوالكم إلا بعد صحة هذا الأصل وسلامته، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [سورة الزمر آية: ٦٥] .

الأمر الثاني: التفقه في القرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، والتمسك بهما، وسؤال أهل العلم عن كل ما أشكل عليكم

<<  <  ج: ص:  >  >>