الصغار محضونين، وجميع ما يلزم مهيأ له. فإن قالوا: هي محبوسة في البيت كالدجاجة، قلنا: لو خرجت مع زوجها لتعمل كعمله، وبقي أولادها الصغار، وسائر شؤون بيتها ليس عند ذلك من يقوم به، لاضطر زوجها أن يؤجر إنسانا يقوم بذلك. فيحبس ذلك الإنسان في بيتها كالدجاجة، فترجع النتيجة في حافرتها، مع أن خروجها لمزاولة أعمال الرجال فيه من ضياع الشرف والمروءة، والانحطاط الخلقي، ومعصية خالق السماوات والأرض ما لا يخفى. فإن المرأة متاع، هو في الجملة خير متاع الدنيا، وهو أشد الأمتعة تعرض لخيانة الخائنين; وأكثر من تخرج المرأة بينهم اليوم، فسقة لا ورع عندهم، فتعريضها لنظرهم إليها نظر شهوة ظلم لها، لأنه استمتاع بجمالها مجانا، على سبيل المكر والخيانة؛ والخائن يتلذذ بالنظر الحرام تلذذا عظيما. قال أحدهم:
قلت اسمحوا لي أن أفوز بنظرة ... ودعوا القيامة بعد ذاك تقوم
وكما أنه ظلم لها، فهو مخل بالمروءة والدين والشرف; والعجب كل العجب ممن لا يغار على حرمه، مقبلة مدبرة في غير صيانة ولا ستر بين الفسقة، بدعوى التقدم والحرية!