فعملوا طريق التعليم لأولاد المسلمين، ذكورهم وإناثهم، باسم التوجيه، والإصلاح، والتثقيف، حتى أدركوا بهذا التعليم، جيلا من شباب المسلمين لا يعرف الدين، ولا يعتز بالإسلام، تحللوا من قواعده، وتنكروا للأخلاق الإسلامية؛ فكان هؤلاء طليعة في بلادهم لأعداء الإسلام، وعونا لهم على الاحتلال والاستغلال. وما غزا الأجانب أكثر البلاد الإسلامية، إلا بواسطة أفراخهم هؤلاء الشباب المغرورين، الذين صاروا حربا على القائمين بشريعة الإسلام؛ وإنما صار الشباب المتعلم في تلك الحال المخزية، بسبب هذه التوجيهات الغربية التي يغرونهم بها؛ فيرونها مضيئة لامعة جذابة، فيميلون نحوها، كالفراش يلقي نفسه في النار، جاهلين أن هذه التوجيهات الغربية، هي الداء العضال، والسم القتال، وأن فيها دمارهم، ودمار بلادهم. وهل هلك الشباب العربي إلا بالضوء اللامع مع زعمهم؟ وهل ذهبت أخلاقهم إلا عند المنظر الجميل، بسبب الاختلاط؟! فلم يبق لهم قوة في نفوسهم، أو حماس في صدورهم، بعد ذهاب أخلاقهم وانتزاع الغيرة منهم.
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن هُمُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا