ربي بحجر والده، ثم انتقل للبصرة لإتمام دروسه؛ فبرع في علوم الدين واللسان، وفاق الأقران. واشتهر هناك بالتقوى، وصدق التدين، عقيدته السنة الخالصة، على مذهب السلف المتمسكين بمحض القرآن والسنة؛ لا يخوض التأويل والفلسفة، ولا يدخلها في عقيدته.
وفي الفروع مذهبه حنبلي، غير جامد على تقليد الإمام أحمد ولا من دونه؛ بل إذا وجد دليلا أخذ به، وترك أقوال المذهب، فهو مستقل الفكر في العقيدة والفروع معا. وكان قوي الحال، ذا نفوذ شخصي، وتأثير نفسي ... إلى أن قال:
فأصبح ابن عبد الوهاب ذا شهرة طبقت العالم الإسلامي وغيره، معدودا من الزعماء المؤسسين للمذاهب الكبرى.
وقال في:"حاضر العالم الإسلام": طلب العلم، وتشرب مبادئ الإمام الحافظ، حجة الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم، وابن عروة وغيرهم من فحول أئمة الحنابلة؛ وهناك أيضا ازداد ريا من مواد المذهب الحنبلي، وأخذ يفكر في إعادة الإسلام إلى نقاوته الأولى: عقيدة الصحابة والتابعين.
فلذلك الوهابية، يسمون مذهبهم: عقيدة السلف، ومن هناك أنكر الاعتقاد بالأولياء، وزيارة القبور،