فمن وجوه: منها: أنه نسبهما تارة إلى التجسيم، وتارة إلى التعطيل؛ ومعلوم أن التعطيل ضد التجسيم، وأهل هذا أعداء لأهل هذا، والحق وسط بينهما. ومنها: أنه نسبهما إلى الجهمية وإلى المجسمة ; والجهمية والمجسمة بينهما من التناقض والتباعد، كما بين السواد والبياض، وأهل السنة وسط بينهما. ومنها: أنه يقول مذهب أهل الحق إثبات الصفات، ثم يقول: ولا أين، ولا، ولا، وهذا تناقض. ومنها: أنه يقول: ما أثبته الله ورسوله أثبت، ثم يخص ذلك بالصفات السبع، فهذا عين التناقض.
فعقيدته التي نسب لأهل السنة، جمعها من نحو أربع فرق من المبتدعة، يناقض بعضهم بعضا، ويسب بعضهم بعضا ; ولو فهمت حقيقة هذه العقيدة، لجعلتها ضحكة. ومنها: أنه يذكر عن أحمد أن الكلام في هذه الأشياء مذموم، إلا ما نقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتابعيهم، ثم ينقل لكم إثبات كلام المبتدعة ونفيهم، ويتكلم بهذه العقيدة المعكوسة، ويزعم أنها عقيدة أهل الحق، هذا ما تيسر كتابته عجلا، على السراج في الليل.
والمأمول فيك: أنك تنظر فيها بعين البصيرة، وتتأمل هذا الأمر، واعرض هذا عليه، واطلب منه الجواب عن كل كلمة من هذا، فإن أجابك بشيء فاكتبه وإن عرفته باطلا، وإلا فراجعني فيه أبينه لك؛ ولا تستحقر هذا الأمر، فإن