أهله ". فإذا طلبت ذلك الكتاب، وجدته قول الصابئة المتفلسفة بعينه، قد غيرت عباراته، إلى أن قال: فإن أبا حامد كثيرا ما يحيل على ذلك النور الإلهي، وعلى ما يعتقد أنه يوجد للصوفية والعباد، برياضتهم وديانتهم، من إدراك الحقائق، وكشفها لهم، حتى يزنوا بذلك ما ورد به الشرع، وسبب ذلك: أنه قد علم بذكائه، وصدق طلبه، ما في طريق المتكلمين والمتفلسفة، من الاضطراب ... إلى أن قال: ولهذا كان كثير الذم لهذه الحوائل، وإنما ذلك لعلمه الذي سلكه، والذي حجب به عن حقيقة المتابعة للرسالة، وليس هو بعلم، قال أبو يوسف: من طلب العلم بالكلام تزندق، ولهذا صار طائفة ممن يرى فضيلته وديانته، يدفعون وجود هذه الكتب عنه.
وأما أهل الخبرة به وبحاله، فيعلمون أن هذا كله كلامه، لعلمهم بمراد كلامه، ومشابهة بعضه بعضا، ولكن كان هو وأمثاله كما قدمت، مضطربين لا يثبتون على قول ثابت، لأنه ليس عندهم من الذكاء والطلب، ما يتعرفون به إلى طريق خاصة هذه الأمة، من الذين ورثوا من الرسول العلم والإيمان، وهم أهل حقائق الإيمان والقرآن، وهم أهل الفهم لكتاب الله، والفهم لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولهذا: كان أبو عمرو بن الصلاح يقول فيما رأيت بخطه: أبو حامد كثر القول فيه، ومنه ; فأما هذه الكتب - يعني المخالفة للحق - فلا يلتفت إليها، وأما الرجل فيسكت