عنه، ويفوض أمره إلى الله، ومقصوده أنه لا يذكر بسوء، لأن عفو الله عن الناسي، والمخطئ، وتوبة المذنب، تأتي على كل ذنب، ولأن مغفرة الله بالحساب منه، ومن غيره، وتكفيره الذنوب بالمصائب، تأتي على محقق الذنوب ; فلا يقدم الإنسان على انتفاء ذلك في حق معين، إلا ببصيرة، لا سيما مع كثرة الإحسان، والعلم الصحيح، والعمل الصالح، والقصد الحسن.
وهو رحمه الله يميل إلى الفلسفة، لكنه أظهره في قالب التصوف، والعبارات الإسلامية، ولهذا رد عليه علماء المسلمين، حتى أخص أصحابه أبو بكر ابن العربي المالكي، قال فيه: أبو حامد دخل في بطن الفلاسفة، ثم أراد أن يخرج منهم فما قدر. ورد عليه أبو عبد الله المازري، وأبو بكر الطرطوشي، وأبو الحسن المرغيناني، رفيقه، والشيخ أبو البيان، والشيخ أبو عمرو بن الصلاح، وحذر من كلامه في ذلك، وأبو زكريا النواوي، وابن عقيل، وابن الجوزي، وأبو محمد المقدسي، وغيرهم.
وأما كتابه الإحياء، فمنه ما هو مردود عليه، ومنه ما هو مقبول، ومنه ما هو متنازع فيه، وفيه فوائد كثيرة، لكن فيه موارد مذمومة؛ فإن فيه موارد فاسدة، من كلام الفلاسفة، تتعلق بالتوحيد، والنبوة، والمعاد، فإذا ذكرت معارف الصوفية، كان بمنْزلة من أخذ عدوا للمسلمين، فألبسه ثياب المسلمين، وقد أنكر أئمة الدين، على أبي حامد هذا في كتبه، وقالوا: