أمرضه الشفاء، وفيه أحاديث وآثار موضوعة، وفيه أشياء من أغاليط الصوفية، وفيه أشياء من كلام العارفين المستقيمين، وفيه من أعمال القلوب الموافق للكتاب والسنة ما هو أكثر مما يرد منه، فلهذا اختلف فيه اجتهاد الناس، انتهى ملخصا.
وفيما ذكرنا يتبين لك حال هذا الرجل، وحال كتابه في إحياء علوم الدين، وهذا غاية ما نعتقده فيه، لا نرفعه فوق منزلته فعل الغالين، ولا نضعه من درجته كما وضعه بعض المقصرين، فإن من الناس من يغلو فيه وفي كلامه الغلو العظيم، ومنهم من يذمه ويهدر محاسنه، ويرى تحريق كتابه؛ وسمعنا أن منهم من يقول: ليس هذا إحياء علوم الدين، بل إماتة علوم الدين؛ والصراط المستقيم: حسنة بين سيئتين، وهدى بين ضلالتين.
وورد عليهم سؤال، هذا نصه:
بلغنا: أنكم تكفرون أناسا من العلماء المتقدمين، مثل ابن الفارض، وغيره، وهو مشهور بالعلم، من أهل السنة.
فأجابوا: ما ذكرت أنا نكفر ناسا من المتقدمين، وغيرهم، فهذا من البهتان الذي أشاعه عنا أعداؤنا، ليجتالوا به الناس عن الصراط المستقيم، كما نسبوا إلينا غير ذلك من البهتان أشياء كثيرة، وجوابنا عليها أن نقول:{سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ}[سورة النور آية: ١٦] ؛ ونحن لا نكفر إلا رجلا عرف