أحمد بن حنبل كما قال هذا، وهذا ; وقال الشافعي:"خلافة أبي بكر حق، قضاها الله فوق سماواته، وجمع عليها قلوب أوليائه"، وقال الأوزاعي:"كنا والتابعون متوافرون، نقول بأن الله فوق عرشه، ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته".
والسنوسي قد خالف أئمة السنة في هذه المسألة ; وعبارته في أم البراهين قال: ومما تستحيل في صفته تعالى عشرون صفة، فذكر منها: وأن يكون في جهة ; قال الشارح لها، وهو محمد بن عمر التلمساني: هذا أيضا من أنواع المماثلة المستحيلة، وهي كونه تعالى في جهة، فلا يقال: إنه تعالى فوق العرش ; فقد تبين لك مخالفته السلف الصالح، ومنها: مسألة الصفات، فإن السنوسي أثبت الصفات السبع فقط.
وأما أهل السنة والجماعة فيصفون الله بجميع ما وصف به نفسه، كما يليق بجلاله وعظمته، فيثبتون النّزول، كما وردت بذلك السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:" ينْزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل "١ إلخ، ويثبتون صفة اليدين، كما يليق بجلاله وعظمته، وكذلك صفة الوجه الكريم، كما يليق بجلاله وعظمته، وكذلك الضحك الذي وردت به السنة، والتعجب، والغضب، والرضى، والقبضتان، والأصابع، فيصفون الله بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله، ولا يفهمون من جميع ذلك إلا ما يليق بالله وعظمته، لا ما يليق بالمخلوقات من
١ البخاري: الجمعة (١١٤٥) والتوحيد (٧٤٩٤) , ومسلم: صلاة المسافرين وقصرها (٧٥٨) , والترمذي: الصلاة (٤٤٦) والدعوات (٣٤٩٨) , وأبو داود: الصلاة (١٣١٥) , وابن ماجه: إقامة الصلاة والسنة فيها (١٣٦٦) , وأحمد (٢/٢٥٨ ,٢/٢٦٤ ,٢/٢٦٧ ,٢/٢٨٢ ,٢/٤١٩ ,٢/٤٨٧ ,٢/٥٠٤ ,٢/٥٢١) , ومالك: النداء للصلاة (٤٩٦) , والدارمي: الصلاة (١٤٧٨ ,١٤٧٩) .