للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأعضاء والجوارح، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

فيحصل بذلك: إثبات ما وصف به نفسه في كتابه، وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ ويحصل أيضا نفي التشبيه والتكييف في صفاته، ويحصل أيضا ترك التأويل، والتحريف، المؤدي إلى التعطيل، ويحصل أيضا إثبات الصفات على ما يليق بجلال الله وعظمته، لا على ما نعقله نحن من صفات المخلوقين، وأما الأشاعرة فيؤلون النصوص الواردة في كتاب الله وسنة رسوله، فيؤلون الاستواء بالاستيلاء، والنّزول بنُزول الأمر، واليدين بالقدرتين والنعمتين، والقدم بقدم صدق، وأمثال ذلك.

وأما أهل السنة والجماعة فيصفون الله بهذه الصفات، وغيرها، مما وصف به نفسه، ولا يحرفون الكلم عن مواضعه، ولا يكيفون، ولا يشبهون; والكلام عندهم في الصفات فرع على الكلام في الذات، فكما أن ذاته لا تشبه ذوات خلقه، فكذلك صفاته لا تشبه صفات خلقه، فإذا ثبت وصفه تعالى بالصفات السبع، على ما يليق بجلاله، فكذلك باقي الصفات.

وأما مسألة الحرف والصوت، فتساق هذا المساق، فإن الله تعالى: قد تكلم بالقرآن المجيد، وبجميع حروفه، فقال: "الم"، وقال: "المص"، وقال: " ق "؛ وكذلك جاء في الحديث: " فينادي يوم القيامة بصوت يسمعه من بعد، كما يسمعه من قرب "١، وفي الحديث: " لا أقول الم حرف، ولكن


١ أحمد (٣/٤٩٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>