وكشف أحوالهم التي سندل بها على أنهم لم يفترعوا من العز مثل درجته، ولم يوفوا من الشرف على مثل مرقبته، لضن المقلدون - وإن لم يمكنهم جحود فضله ولم يقدروا على الطعن في شرفه - إن الذي نالوه من أفضل أعظم، ومن الشرف والمجد أعلى وأضخم، فاقاموا في ذلك على ظنونهم، ولم يزل من قلوبهم، فلذلك لم نجد معدلا عن الإلمام بإظهاره بعض مثالبهم وذكر طرف من معاينهم ليصغر عندهم ما يستعظمونه من شأنهم، ويستهولونه من أقدارهم، إذا لم يكن من ذلك بد، فالضد لا يظهر حسنه إلا الضد، كما قال الشريف أبو الحسن محمد بن محمد العلوي النسابة، في معنى يشبه هذا المعنى في كتابه الذي سماه: تهذيب الاعقاب، فإنه قال: لما سطر من تقدمنا، ذكر
فرسان العرب في الجاهلية وبيوتاتهم ومنجباتهم، وأمثال هذا وعدوه شرفا باقيا وفخرا ناميا يسمر به عند الملوك ويستطرفه سامعوه، فيظن من لا بصيرة له ولا خبرة عنده، بما تقدم أن الذي ذكر لا نظير له وأنه معدوم المثل، وجب علينا إن نشرح ما في تضاعيف ذلك من الدخل والفساد اللائح، والقدح والعيب الفاضح، المنقول عمن نقل لهم المناقب فيكون طريقاً الى ثبوت المثالب، ثم نورد من فضلنا ما لا يغطيه الليل، ولا يكشفه النهار من الشرف الشهير والفخر الجهير.
[فرسان العرب]
ذكروا فرسان العرب الثلاثة: عامر بن الطُّفَيل فارس عامر بن صعصعه، وعُتيبه بن الحارث فارس تميم، وبُسطام بن قيس فارس بكر بن