فالحق بحيث وجدت الأرض واسعةً ... وأنشر بها الطرف إن عرضا وإن طولا
قد قيل ذلك إن حقا وإن كذبا ... فما اعتذارك من شيء إذا قيلا
فلم يعد إليه الربيع مدة حياته.
وكانت سليم وهوزان تواثقهم ولا تدين لهم ويأخذون لهم التجائر فيبيعون لهم بعكاظ وغيرها فيصيبون معهم الأرباح.
وربما آت الملك منهم الرجل والنفر فيشهدون مغازيه ويصيبون معه من الغنائم وينصرفون. ولم تكن لطائم الملوك وتجارتهم تدخل نجدا فما وراءه الا بخفراء من القبائل. وكان أهل الحيرة إذا خرج الملك بمقاتلتهم الى العرب خافوا إن يخالفه العرب الى الحيرة غازين فيتحصنون في حصونهم الى إن يعود وكان الملك ربما واثق من دنا أرضه من قبائل معد على إن لا يغزوا الحيرة إذا غاب عنها.
وكان معظم من يجاورهم تميم وبكر بن وائل فهذه الاحوال كلها تدل على المناظرة والمماثلة والتكافي فيما بينهم وإنما روي من أحاديثهم النادر الذي لهم فيه الفخر والدلالة على علو الشأن والامر وأغفل ما سواه مما يدل على ضد ذلك.
[فمن أحاديثهم في ذلك بينهم]
حديث جذيمة الملك الأبرش مع الزباء الملكة: وذلك إنه كان بالجزيرة