أيقنت إن سيذوق من والأهم ... ضرباٍ يطير عن الفراخ الجاثم
وذكر أبو عبيدة إن هذا الشعر لعمرو بن جني التغلبي يخاطب به امرأته - وكانت تغلبية - فنهى أخاها عمرو بن فلان التغلبي عن الاعانة على بكر بن وائل، فلامته وقالت أتنفس عليه إن يغنم من أموالهم؟ فقال هذا الشعر أو رواه بكسر الكاففي قوله أتيت أخاكِ وبكسره أيضاً في قوله مرارا أمرتك وقال فتبيني أو أقدمي عند الكريهة مقدمى كالهازئ بها، وروى ستري بالكسر أيضاً. ثم أصبحوا والتقوا يوم ذي قار وهو من أعظم الأيام وأحد الأيام الثلاثة المذكورة ويعرف بيوم ذي قار ويوم الحنو ويوم الحسى ويوم الجنايات ويوم ذات العجرم ويوم البطحاء. فأرسل من كان في جنود كسرى من العرب إلى بكر بن وائل أيما أحب إليكم إن نذهب تحت الليل عنهم أم نذهب إذا تراءى الجمعان؟ فأرسل إليهم بنو بكر بل تذهبون إذا تزاحمت الصفوف. ففعلوا ذلك وذهبوا وتركوا العجم، فحاربوا حتى أشتد بهم العطش فأضعفهم فكانت عليهم. وقتل يومئذ الهامرز خلايرزين، وحديث يوم ذي قار١٢٩ مشهور وقد استوفى شرحه في أيام العرب، وفيه يقول الأعشى في قصيدته الفائية:
ولو إن كل نزاري يشاركنا ... في يوم ذي قار ما أخطأهم الشرف
وكان سبب ذلك امتناع النعمان واعتذاره عن إنفاذ بناته وأخواته إلى كسرى.
[الرسول (يعرض نفسه على القبائل]
ولم تكن بكر وغيرها بحيث تثبت للفرس ولكن ذلك كان من المقدمات عز الإسلام وظهوره وببركة الرسول