يمكنهم غزوها ويجتبون الأتاوة ممن دان لهم وظفروا بطاعته من العرب، فيجتمع لهم من ذلك الكثير من الأنعام فلذلك قيل في هجائهم:
جمعوا من نوافل الناس سيباً ... وحميراً موسومةٌ وخيولا
فكيف يقاس قوم كان لهم من العراق قرى معدودة عن الحماية والخفرة بمن ملّكه الله العراق بأسره ملكاً وأمره، فهو يقطع أجناده أمصاره بمنابرها، ومدنه بسوادها، ورساتقه بأنهارها، كما قال أبو الطيب المتنبي: فتىَّ يهب الإقليم ذا النخل والقرى بمن فيه من فرسانه وكرائمه
وكف يقاس ملك محه الأعشى مبالغاً بأنه يعلف فرسه قتاً٥٩ وشغيراً بسيف الدولة في سعة ملكه.
وحدثني سهيل أحد مواليه إنه سمع سعيد بن حميد صاحب جيشه يقول: أطلقت من مال صاحبي في يوم واحد الف كرَّ ما علم ولا أستأذنته في شيء منها. وسمعت عن كمال الملك أبي البدر سعيد بن الحسين إنه كمل ما يخرج من أمواله إلى الوفادو الشعراء والندماء، وفي الرسوم الراتبة والصلات العارضة والمطابخ والمضايف فكان في كل سنة ستين الف دينار. ومن جملة مكارمه أن تاج الدولة تتش لما أوقع ببني عقيل بالجزيرة في بعض سني بضع وثمانين، وقتل أبراهيم بن قريش ومقبل بن بدران وجماعة من