بحبها أياه، وانها لا تختار بعلها عليه، فجاءها أبو حوط فاخبرها، فقالت له: إنه ليس برادي عليك، فلا تطلب منه ما لا يعطيك فاني أعرف وجده بي، وشدة حبه لي، فعد اليه فقل أنها قد أختارت أطيبنا مرقاً، وأعطرنا عرقا، وأطلب منه ما شئت، فانه معطكيه فعاد اليه، فقال له: ما قالت، فاعجبه، وقال لن تطلب اليوم مني شيئاً الا أعطيتك. قال: أسرى قومي، قال: هم لك، فجاءهم أبو حوط فاخرجهم من الحظائر وأنصرف بهم فسمي أبو حوط بذلك الحظائر، ومدح بذلك هو ورهطه، ففيهم يقول رجل من بكر بن وائل:
من لا مني من بعد دهر وحقبة ... اجاورها في آل سعد فلم يصب
هم رفدونا يوم نعف قرى قروهم ... انقذوا قومي من النار والحطب
فهذا حديث ماء السماء التي يضرب بها المثل ولا يعلم ما هي. وأي فرق بين تسمية المرأة بماء السماء وقطر الندى، فكم قد سمعنا بأمرأة أسمها قطر الندى لم يذكر ولا يستحسن أسمها ولا يستغرب ولا له تلك النباهة ولا مثل ذلك الحظ في الاسماع من العذوبه والحلاوة. منهم قطر الندى بنت خماروية بن طولون أبوها ملك مصر وزوجها أمير المؤمنين المعتضد ٨٤ كان في قهرماناتها وجواريها من لعلها تفوق ماء السماء حسناً وجمالاً ونعمة وحالاً لم ينشد بأسمها شاعر، ولا ذكرها ذاكر ثم أنهم لقدرتهم على التفنن في الفصاحة والتصرف في البلاغة، لم يقنعوا لهم بالتسمية ببني ماء السماء ولا أقتصروا بهم على ذلك حتى أشتقوا لهم أسماء أخر من جنسة وأستعاروا معناه