ظن الناس إن فيه مالاً، فبعث إلى فروة بن أياس بن قبيسة الطائي، وكان على الحيرة وطساسيجها وذلك في أيام عمر فجاء فروة ومعه كاتب له من أهل الانبار من أحذق أهل زمانه ليحصى المال فلما فتح الازج وجد به " ٠٠٠٠ " من ساج، فرفعت فأذا رجل ملقى على ظهره أسود شعر الرأس واللحية " عليه ثياب بيض " وعلى صدره لوح من ساج قد كتب فيه حفراً هذا " ٠٠٠٠نذر " ملك العراق، وما العراق ذات البر؟ والو٠٠٠ متسق " والجنان والماء الغدق عاش مسروراً محبوراً طعامه " ٠٠٠٠ " وشرابه الخمر، ولباسه في الحر سبائب الكتان، وقي القر الديباج المخوص بالذهب العقيان، ملك وهو أبن أربعين سنة ثم صار صيورة الموت. فهذا الحديث ليس فيه فائدة غير الموعظة وحسن اللفظ، وكم في عصرنا هذا من تاجر أو كاتب أو قائد أو حاجب يلبس الطميم المنسوج بالذهب والثياب الدبيقي ورفيع الرومي والعمائم التميسي المعلمة بالذهب العراقي ويأكل اللحم ويشرب إن شاء الخمر ثم يموت فلا يكتب على قبره مثل ذلك ولا يمخرق له به.
وروي إن أبرويز لما نقر صورة فرسه شبداز في الجبل، نقر عنده كتاباً تفسيره، لا يعجب من جاء بعدنا من تصويرنا هذه الصورة فما " ٠٠٠٠٠ "