فقال: صالح يقرأ عليكم السلام ويقول لكم هللوا وكبروا وأحملوا حملة رجل واحد من ذلك الجانب ونكبر نحن ونهلل من ها هنا ونحمل فهللوا وكبروا وهلل وكبر هو وأصحابه وحملوا على أهل الشام من ثم وحمل بأصحابه من ها هنا فأنفرج أهل الشام عنهم فخرجوا ولم يصب منهم رجل واحد وأصيب من فرسان أهل الشام يومئذ زهاء سبع مائة رجلز فقال أمير المؤمنين عليه السلام: من أعظم الناس غناء اليوم؟ فقالوا: أنت يا أمير المؤمنين فقال: كلا ولكنه الجعفي. فمن أنكر فضل أهل الاسلام في الشجاعة على من تقدم فليذكر لنا موقفاً لاحد منهم مثل موقف هذا الفارس وفعلاً كفعله.
وبالاسناد المذكور عن نصر بن مزاحم قال: حدثنا عمر بن الحارث بن حصيرة وغيره قال: لما تتام أهل الشام وأهل العراق وتوقفوا وأخد الناس مصافهم للقتال قال معاوية: ٦٥ من هؤلاء في المسيرة أهل العراق فقيل ربيعة فلم يجد بالشام ربيعة فجاء بحمير فجعله بازاء ربيعة على قرعة أقرعها بين حمير وعك فقال ذو الكلاع باستك من سهم لم تبغ الضراب فبلغ ذلك الخندف الحنفي فحلف بالله لانه عاينه ليقتلنه أو ليموتن دونه فجاءت حمير حتى وقفت بازاء ربيعة وجعل السكون والسكاسك بازاء كندة والاشعريين وجعل بازاء