وقيل بل حبسه بساباط فلم يزل محبوسا حتى هلك في طاعون شيرويه - وهو طاعون أصاب الناس في أيام شيرويه فسمى طاعون شيرويه - ويقال إن كل جربة أو ناووس أو أكثر دارس في السواد فإنما هلك أهله في ذلك الطاعون وقد ذكر الاعشى هلاك النعمان بساباط في شعره حيث يقول:
ولا الملك النعمان حين لقيته ... بغبطة يعطي اللقوط ويافق
ويجبى اليه السيلحون وغيرها ... صريفون في أعمالها والخرنق
ويامر لليحمون في كل ليلة ... بقت وتعليق فقد كاد يسنق
يعالي عليها الجل كل عشية ... ويرفع نقلا بالضحى ويعرق
فذلك وما أنجى من الموت ربه ... بساباطحتى مات وهو مخزرق
[وقال هانيء بن قصيبة الشيباني في أمر النعمان: ١٢٥]
أن كسرى عدا على الملك النع ... مان حتى سقاه أم الرقوب
شرع الغي سنة فأتاه ... من ردى البغي حتفه بنصيب
أن بدلنا الأيام يوما بكسرى ... وأبن كسرى وظل يوم عصيب