مالك بن فَهم بن غانم وقيل غنم بن دوس الأزدى، وهو أبو جذيمة الأبرش وفي نسبه خلف سيأتي ذكره من بعد. وروي في سبب ملكه أن قومه كانوا ممن خرج من أرض اليمن، لما خرجت الازد، وتفرقت في البلاد حين أرسل عليهم سيل العرم، والعرم سد كان لهم ببلاد مأرب وهي أرض سبأ بين جبلين تحصر عليهم الماء في أوان السيل، فيسقون به جنتين كانتا لهم، وقيل هو السكر وقيل كان مسناة، والمعنى في الجميع واحد، فكفروا بنعمة الله عز وجل، فأرسل عليهم جرذا فاخربه، فروي أن الجرذ كان يقلب برجليه من أحجار السد، الحجر الذي لا يطيقه خمسون رجلا، وكان ملكهم عمرو بن عامر بن حارثة بن أمرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الازد. وكان أخوه عمران كاهنا فعاش فيما قيل أربع مائة وخمسين سنة، فلما حضرته الوفاة دعا أخاه عمراً هذا الملك. وقد أتت عليه مائتان وخمس وسبعون سنة. فقال له: إني ميت،