وان جنود الفرس قد يممتكم ... فما عز قومٍ إن هم لم يقاتلوا
وإياكم واللطف لا تقربنه ... ولا الزيف إن الزيف للمرء قاتل
ثم مات قيس في السجن. هذا في رواية.
وفي رواية أخرى إن كسرى إنما ضمن قيس من مسعود جرائر بكر بعد يوم ذي قار لأنه كان قد أستعمله على حماية الابلة من قبل، فلما علم بمسير جنود كسرى إلى قومه أتاهم مستخيفاً فأشار عليهم ببعض الرأي وعاد إلى الابلة، فوشي به إلى كسرى فاستقدمه فنهاه قومه إن يأتيه فأبى، وهو لا يعلم إن كسرى علم بما كان منه من أتيان قومه فقدم عليه فحبسه حتى هلك، وقال آخرون إنما أستقدم كسرى قيساً فضمنه وجرى له ذلك معه وطلب الرهائن من يوم القبة، وهو يوم كان بعد يوم ذي قار، والرواية الأولى أشبه بالصحيح، وأشعار قيس كالشاهد لها. ويقوى ذلك أيضاً ما هو معلوم من إن الأمر تفاقم بين الفرس وبكر بن وائل بعد يوم ذي قار عن الهدنة١٢٧ والموثقة، وأن يطمأن أحد منهم إلى كسرى فيأتيه، ولم تزل الفرس بعد يوم ذي قار تغزو من تخلف من بكر بن وائل في أطراف العراق، وبكر بن وائل تغاورهم إلى إن قدم المسلمون العراق.
رجع الحديث الى سياقة، ثم إن كسرى أشفق بما كان يسمع من أمر النبي (إن يبعث الجنود، فسار بنفسه