على عبد الله، فاراد ذبحه فمنعه أخواله من بني مخزوم وقال أرض ربك وأفد أبنك، ففداه بمائة من الأبل، فهو الذبيح الثاني وسيأتي حديث ذبحه وفديته في هذا الكتاب تاليا لأخبار أسماعيل عليه السلام.
وأسماعيل عليه السلام شريك أبيه (في بناء الكعبة. روي إن أبراهيم عليه السلام قدم عليه مرة فوجده يصلح نبلة له وراء زمزم ٩٠، فقال له يا أسماعيل إن ربك قد أمرني إن أبني بيته، قال فاطع ربك، قال: فقد أمرك إن تعينني عليه، قال: أذا أفعل، فقام معه فجعل أبراهيم يبني وأسماعيل يناوله الحجارة وهما يدعوان الله سبحانه إن يتقبل منهما ويريهما مناسكها. قال الله عز وجل أخبارا عنهما عليهما السلام (وأذ يرفع أبراهيم القواعد من البيت وأسماعيل ربنا تقبل منا أنك أنت السميع العليم، ربنا وأجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا أنك أنت التواب الرحيم) . فلحقت دعوتهما بذريتهما، وجعل الله سبحانه سدانة البيت لإسماعيل عليه السلام فهو أول من سدنه وكساه.
روى أبو عثمان المازني عن زيد بن الخليل وعثمان بن خالد عن مشيخة قومهما عن أمير المؤمنين عليه السلام إنه قال: كان أول من رفع البيت وكساه البياض، وأول من سقى السويق وسن السقايا، وأول من سدن البيت أسماعيل بن أبراهيم عليهما السلام وهو أول من رفد الحاج، وكانت الضيافة عليه مفترضة، وكان صيام شهر رمضان عليه مفترضاً، وهو أول من ضحى وأعتم على القلانس، وتصرف في اللبوس بالحالات