بشر بن ربيعة الختمي لسعد بن أبي وقاص بعد ذلك في أمر عرض:
تذكر هداك الله وقع سيوفنا ... بباب قديس والمكر عسير
غداة يود القوم لو إن بعضهم ... يعار جناحي طائرٍ فيطير
قوله قديس يعني القادسية، وقيل إن الذي بناها مرزبان بن مرازبة الفرس يقال له قادس فعرفت به.
[وقعة الجمل]
وذكر بعض أصحاب التأريخ إن المسلمين لما حاربوا الفرس بنهاوند في سنة أحدى وعشرين وعليهم النعمان بن مقرن، وأستشهد يومئذ رحمه الله. وكانت الفرس مائة الف، وقد جعلوا أنفسهم في سلاسل فجعلوا كل عشرة منهم في سلسلة. فهل يذكر إن فرسان الجاهلية أبتلوا بحرب مثل هذه الحرب وبمنازلة قوم هذه صفتهم؟ وهل يذكر لهم مثل حروب الإسلام في ذات بينهم كيوم الجمل بالبصرة وأيام صفين فانها طالت وتكررت فيها الحروب والوقائع؟. وكيوم الخوارج بالنهروان ومواقف فرسان الصحابة البدريين وغيرهم من المهاجرين والأنصار ومن التابعين بأحسان رضي الله عنهم وصبرهم في الجهاد في هذه الحروب؟ فروي إن علي عليه السلام لما واقف أصحاب الجمل في البصرة ونادى طلحة والزبير فخرجا اليه فناضرهما