وقالوا: كان هؤلاء أذا خرجوا في أسفارهم يمنون من مسافر معهم.
وروي إن ذا الخليطين عتاب بن ورقاء الرياحي غزا سجستان فمنع الناس إن يضرموا نارا واردين وصادرين فلم يسم بهذا الأسم، ولا قدر أحد على مثله لحلاوته وفصاحته، وروي إنه سمي ذا الخليطين لانه كان يخلط الدنانير والدراهم ويعطيها الناس. ومن ذلك إنه سموا ما في بيوتهم من زربية ووسادة صوف ومسح شعر وقطعه من هدم بالكفاء والنضيد وفي بيوت أوساط أهل عصرنا هذا السندس والطميم والسوسنجرد وأمثالها ليس لها ٧٣ مثل حسن ذلك الأسم. وروي إن محمد بن عبد الله بن منمير الثقفي كان قد شبب بزينب بنت يوسف أخت الحجاج، فطلبه الحجاج، فهرب منه، فلما ظفر به سأله عن قوله:
ولما رأت ركب النميري أعرضت ... وكن من إن يلقينه حذرات
فقال له: ما كان ركبك؟ فقال: كنت على حمار لي هزيل، ومعي رفيق لي على أتان مثله. والشعر معروف وحكايته معه في ذلك معروفة. وقيل إن عبد الملك سأله أيضا عن ذلك فقال له: ما كان ركبك يا نميري؟ فقال: أربعة أحمرة لي أحمل عليها القطران، وثلاثة أحمل عليها البعر.
وروي عن ليلى بن عروة بن زيد الخيل أنها سألت أباها عن قول أبيه:
بني عامر لو تعلمون أذا غدا ... أبو مكنف قد شد عقد الدوائر