لسوادهم وشجاعتهم. وكفى العرب مسبة أنهم لم يكن فيهم من يذكر بالجود، إلا ثلاثة، وبالوفاء إلا ثلاثة، وعارهم فيهم أيضاً، جواد ووفي وشجاع، يكون كل واحد منهم من هؤلاء الثلاثة رابعاً، والعرب في عدد الرمل، فما الذي أذكرهم هؤلاء، وأنساهم ذكر أجواد العرب وأوفيائها؟!. وذكر حبيش بن دلف بن عسير بن ذكوان بن السيد بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر الأسود فارس العرب وشجاعها، وقد ذكروا ممن المواقف ما لم يذكروا لأحد من هؤلاء الثلاثة، ومن جملة مواقفهم إنه أسر عمرو بن الحارث بن أبي شمر الملك الجفني، فجز ناصيته ومن عليه وأشترط عليه حملا يؤديه في كل سنة اليه، فأفتخر الفرزدق بذلك لأن أمه ظبية من بني السيد بن مالك رهط حبيش هذا، وقيل أسمها قرظة، فقال:
خلي الذي غصب الملوك نفوسهم ... واليه كان حباء جفنة يحمل
[ارحاء العرب]
وقالوا: أرحاء العرب ثلاثة: منها رحوان في خندف، وهما أسد بن خزيمة وتميم بن مر، والثالثة في بني عامر، خالد بن جعفر بن كلاب، وأخوه الأحوص من بعده، وعصر خالد والأحوص متأخر عن عصر أسد بن خزيمة، وتميم بن مرة بما يعلمه الله سبحانه.