وفي مقابلة ذلك إن إسماعيل التركي صاحب البصرة، وكان ينسب آلنا دين الخرمية لما غرة جهله وتعدى طوره ساقته المقادير وقادة سوء التدبير آلنا جحود أيادي ملك العرب سيف الدولة عنده، من إحسانه إلينا وقراره ولاية البصرة علبه، وقد كان قادرا على منعه منها ودفعه عنها وأعسار أموره عند السلطان غياث الدنيا والدين، أعزه الله ونصره وحفظ جانبه وقرر قواعده فهاجه ذلك على نفسه لمخالفته أمره وتركه طاعته ثقة منه بقلاع أتخذها في البصرة وما حولها وشحنها بالجند وجعل حولها الخنادق التي تحمل السفن فكانت قلاعه وقلاعاته، ومعاقله وعقلاته، فظن إنه قد حصن ثغوره وأحكم أموره، وقدر على الدفاع وتمكن من الامتناع، فسار إلينا ملك العرب سيف الدولة في عسكر من عساكره بالعز مرفوقا وبالنصر محفوفا، فوجده قد أعد وأستعد وبنى سور البصرة وضم أطرافه وجمع أعوانه واستعان بكل من أمكنه الاستعانة به، وأحتشد به، وأحتشد بالترك والديلم وغيرهم، وأستغوى أهل البصرة، ولعل شرذمة منهم مثل أهل يثرب في زمانهم ذلك. وعزم على الحرب ما استطاع