فتتبع كسرى بكر بن وائل أيضاً هذا التتبع بسبب وديعة أودعها النعمان وأراد أن يستأصلهم ويعفي آثارهم لأجل ذلك فهذا كان حد ملوك نصر على ملوك الفرس لم يقدر النعمان على الامتناع من كسرى بسيفه ولا كان له جند يقاتلون دونه لا يصحبونه في مهربه فيكون بهم ممتنعاً وعن الاستجارة بالعرب مستغنياً حتى خرج من أهل بيته تأكل العرب أمواله وتغير على إنعامه وتترامى به المرامي وتطرده القبائل وتتفادى من إجارته وقربه حتى ضاقت عليه الأرض١٣٢ فعاد الأعشى كسرى ملقياً إليه بيده فقتله ثم بعث الجنود الأعشى القبيلة التي أجارته مطالباً لهم بودائعه فلولا ما وفق لهم من السبب الذي كانت نجاتهم به مقدمات عز الأحياء لاجتاحهم وإصطلمهم على إنه قد ظهر لبكر بن وائل من العز والامتناع ما لم يظهره للنعمان لأنهم أقاموا بدارهم ولو أرادوا الهرب لأمكنهم فثبتوا وقاتلوا وصبروا وكانت الكرة لهم والنعمان عجز عن الحرب والهرب فلم يستطع المقام ولا وجد من العرب مجيراً حتى أسلم نفسه وفي هذا دليل على أن كتائبه المسماة بتلك الأبطال كانت كلها دون القبيلة الواحدة أو إنهم لم يكونوا جنداً له على الحقيقة فيقسم فيهم الأموال فيقاتلون معه عدوه كائناً ما كان بل كانوا على ما روى أهل الحيرة وجنود الاكاسرة يصحبون ملوك العرب بالحيرة مستقام أمرهم فإذا اضطرب أمرهم تركوهم وأنفسهم كالمعلوم من أحوال أهل الأمصار إنهم إذا كان سلطانهم بينهم مقيماً فيهم نافذ الأمر عليهم تابعوا أمره وحاربوا معه عدوه فإذا بعد عنهم لم