ثم إن كسرى أرسل الى قيس وهو مسجون إن أرسل الى قومك فيأتوني برهائن منهم لاطلقك. فقيل إنه أرسل الى قيس وهو مسجون إن أرسل الى قومك فليأتوني برهائن منهم لاطلقك. فقيل إنه أرسل اليهم إن دعوني في يده ولا ترهنوا أحد منكم، وقيل بل أرسل يسألهم إنفاذ رهائنهم إلى كسرى، فلم يجيبوه لأنهم كانوا قبل ذلك قد رهنوه الاسود بن شريك فهلك عنده، فاتهموه إنه قتله، وفي ذلك يقول الأعشى:
من مبلغ كسرى إذا ما جاءه ... عني مالك مخشماتٍ شردا
آليت لا أعطيك من أبنائنا ... رهناً فيفسدهم كمن قد أفسدا
فاقعد عليك التاج معتصباً به ... لا تطلبن سوامنا فتعبدا
فلما أبطأت الرهائن على كسرى عزم على بعث الجنود الى بكر بن وائل وبلغ ذلك قيساً وهو في السجن فقال:
الا ليتني أرشو سلاحي وناقتي ... ليعلم قومي ما الذي أنا قائل
فاوصيكم بالله والصلح بينكم ... لينظر معروف ويزجر جاهل
وصاة امرئ لو كان فيكم أعانكم ... على الدهر والأيام فيها الغوائل
فأنا ثوينا في شعوب وأنكم ... آتتكم جنود جمة وقبائل