الا إن ندل على أننا أذا كنا نحكم الهزل هذا " ٠٠٠٠ " فنحن للجد أشد أحكاما، فما ظنك بقوم يقولون " ٠٠٠٠ " الاشعار ويقصون مثل هذه القصص ويوردون مثل هذه السيرة في صيد الضباب والثعالب والذئاب حتى صار بها المعنى المأنوف منه مأثوراً ومطلوباً، وما هو أهل للاضاعة والنسيان محفوظاً وذكورا وما هو٧٧ أهل للاستقباح مستحسناً. وكيف ترى أشعارهم وقصصهم وأخبارهم وما يأثرونه عن الملوك ويذكرونه من سيرهم ويضمنون مدائحهم إياها من تكبيرهم الامر اليسير، وتعظيمهم الصغير، وتفخيمهم المسعى الحقير يكون. وما ظنك بقوم كانت مذاهبهم وعاداتهم الاهتمام بمثل هذه الاشعار والعناية بها حتى للموتى وقصدهم إن يذكروا بها ويؤثر عنها فيرفعون لذلك ذكرها ويقصدون نشرها ويعتمدون تخليدها وتتطاول عليها الدهور ثم تسمع بها قوم لا يقدرون " ٠٠٠٠ " ما في الفاظها من الفصاحة ولا لهم " ٠٠٠ " عاد ولا بالاهتمام بنظائرها عناية " فيستطرف٠٠٠٠نها " ويظننونها مما لم يكن له في الزمان نظير ولا في " الد٠٠٠٠ " شبيه فلا يروعنك ما يمر بك من أمثال هذه الاشياء في سيرهم ولا يهولنك ما تسمعه من أشعارهم وأعلم أنهم سلكوا في أحاديثهم كلها هذه المحجة وجروا فيها