للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(. وتصديقا من الله سبحانه لوعد رسول الله (لبكر بن وائل حين عرض نفسه على القبائل حتى انتهى إليهم فدعاهم إلى نصره وأعانته على تبليغ رسالة ربه عز وجل. فإنه كان قبل ذلك قد خرج أبو بكر وعلي صلوات الله عليهما إلى عكاظ في مجتمع العرب بها، فبدأ بكنانة فوقف عليهم فدعاهم فقالوا له: قد عرفنا الذي تريد وما تدعونا إليه قبل اليوم، فإن أحببت أن نمنعك ممن يريد ظلمك منعناك، فكنت بين أظهرنا ممنوعا غير مضام، وإن كنت تريد منا إن نفارق دينناً ونكافح العرب من دونك، فهذا شيء لو دعانا إليه سيدنا يعمر بن عوف الشداخ ما أجبناه إليه أبداً لأن قريش منا ونحن منهم وبيننا وبينهم أرحام وجوار وقرابات، فانصرف عنا يا محمد وعليك بغيرنا. فانصرف (وهو يقرأ (فان تولوا فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب) . ثم صار إلى بني أسد ورئيسهم طليحة بن خويلد، فوقف عليهم ودعاهم، فقال له طليحة: إن رجلا عادى سادات قريش ونابذ سرواتها غير ممنوع عندنا، فانصرف عنا فلو علمت إن قريش تحب إن أكفها أمرك لفعلت. فانصرف (وهو يقرأ (وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم وأنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون) . ثم أتى بني تميم وفيهم الأقرع بن حابس وعطارد بن حاجب بن زرارة ومن أشبهها من سادات بني تميم فوقف عليهم ودعاهم، فقال له بعض القوم: أتأمرنا إن نهدف نحورنا نحو العرب من دونك! والله ما أردت ببني تميم خيراً، ولقد

<<  <   >  >>