ومشارف الشام ملك على العرب يقال له عمرو بن ظرب بن حسان بن أذينة بت السميدع أبن هوبر العمليقي من بقايا العماليق فغزاه جذيمة فالتقيا فقتل عمرو بن ظرب وهزم أصحابه ففي ذلك ١١٦ يقول الاعور بن عمرو بن هناءه بن مالك بن فهم الازدي:
كأن عمرو بن ظرب لم يعش ملكا ... ولم تكن حوله الرايات تخفق
لاقى جذيمة في شعواء مشعلة ... فيها حراشف بالنيران ترتشق
فملكت الزباء بعده وبنت شاطئ الفرات الغربي قصرا حصينا وكانت تشتو عند أختها وتربع ببطن النجار وتصير بتدمر وعزوت على غزو جذيمة وطلبه بدم أبيها فقالت أختها زبيبة لها: يا زباء إن الحرب سجل وعثراتها لا تستقال وتدرين لمن تكون العاقبة وعلى من تكون الدائرة. فقبلت رأيها وتركت ذلك وأتت أمرها من وجوده الحيلة فكتبت اليه تعرفه ضعفها عن الملك وتدبيره وإن النساء لا يقمن بذلك وإنها لا تجد لنفسها كفؤا غيره وتدعوه الى