للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صاحبك وأين زوجك، فقالت خرج عفاك الله يتصيد، قال: فكيف هو، قالت: صالح، قال: فكيف حالكم قالت: خالنا حسنة ونحن بخير فانزل رحمك الله حتى يأتي، فابى فلم تزل تريده على النزول يأبى فقالت له أعطني رأسك أغسله فأني أراه شعثا، فجعلت له غسولاً ثم أدنت منه الحجر فوضع قدمه عليه فغسلت جانب رأسه، ثم حول قدمه الاخرى فغسلت الشق الاخر فسلم عليها وأنصرف فقال لها: قولي لزوجك أذا جاء: جاء هاهنا وهو يأمرك إن تستوصي بعتبه بابك خيراً. ثم أقبل أسماعيل فلما أنتهى الى الثنية وجد ريح أبيه عليهما السلام فسألها هل قدم عليكها هنا أحد؟ فقالت نعم، جاءني شيخ صالح فسألني عنك وعن حالنا وعن خبرنا وسألته النزول فأبى فغسلت رأسه وهذا أثر قدمه، فاكب على أثر قدمه يقبل ويبكي وهو المقام. وفي رواية إنه طلب منها القرى فجاءته بلحم ولبن فأكل وشرب وقال: بارك الله لكم في لحمكم ولبنكم، ودعى لهما فلما جاء أسماعيل عليه السلام وجد ريحه فسألها فقال: هل قدم اليوم عليك أحد؟ فقالت نعم شيخ ما رأيت قط أحسن وجهاً، ولا أطيب ريحاً، ولا أكرم أخلاقاً، ولا أحسن سمتاً ولا أهيب منه وأخبرته بما قال لها، فلزمها فولدت له أثني عشر عظيماً منهم نابت وقيذر ومنهما نشر الله العرب.

وقد روي إن أسمها الشيده بنت مضاض وفي ذلك يقول مضاض بن عمرو بن الحارث بن مضاض بن عمرو الجرهمي في قصيدته:

<<  <   >  >>