للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخذ في الوفاء بنذره فجمع ولده وكانوا عشرة وكتب أسم كل رجل منهم على قدح ثم ضرب فصارت القرعة على عبد الله فأراد ذبحه أذا أصبح. فخرجت أمه وهي فاطمة بنت عمرو بن عايذ بن عمران بن مخزوم ليلا فأتت أباها فأستأذنت عليه فقيل له: أبنتك بالباب فقال: ما كانت أبنتي بسروب وما جاء بها الا الشر فدخلت عليه فقال: مالك يا بنية؟ فقالت الشر يا أبتاه إن أبني يذبح غدا. قال ولم؟ قالت: زعم زوجي إنه يريد إن يقي بنذره وقد أقرع بينهم فأصابت القرعة أبني الأصغر. فقال: كلا يا بنية زوجك رجل شريف حليم نطلب اليه، فلا يخرج من رأينا إن شاء الله فأرجعي الى بيتك، فقالت: يا أبتاه إن أبني يذبح، فقال: يا بنية فزوجك أحق بولده. فخرجت من عنده وقد كادت إن ينقطع ظهرها فأصابت المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، فقالتك يا عم أبني يذبح، وقد أقرع بينهم فأصابت القرعة أبني الأصغر وهو ذابحه بالغداة. فقال: هل أتيت أحدا غيري؟ قالت نعم أتيت أبي، قال: فما قال لك؟ قالت: زعم إن زوجي أحق بولدي، فقال صدق أبوك، ولكن زوجك رجل حليم شريف نطلب اليه ونرجوا الا يخرج من رأينا. فخرجت من عنده وقد٩٩ كادت إن ينقطع ظهرها فدخلت على عايذ بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم وكان رجل خبيثا شريرا فقالت يا عم إن أبني يذبح غدا قال: ولم؟ قالت زعم زوجي إنه يريد إن يفي بنذره لله تعالى. قال وهل أتيت أحدا غيري؟ قالت: نعم، أتيت أبي وعمي فزعما إنه أحق بولده، قال: فأرجعي قريرة العين، فلن يصل اليه والله أبدا حتى أضع السيف في مفرقه فأقده بأثنين وآخذ نصيبي وأعطيه نصيبه، أفترين عبد المطلب يرضى بذلك؟ فقالت هذا ما لا يكون أبدا، قال: فوالله ليكونن

<<  <   >  >>