ولا أعرفنَّك كدأب الغلا ... م ما لم يجد عارماً يعتلم
فذكر لكسرى أمر عدي، وكلمه فيه فامر بأن يكتب إلى النعمان باطلاقه، وسأل أبيّ رسول كسرى إن يلقى عدياً قبل إن يلقى النعمان، وإن يعمل بما يأمره به، وكتب صاحب النعمان بباب كسرى إلى النعمان إنه قد كتبت اليك باطلاق عدي وقدم رسول كسرى فبدأ بعدي فدخل عليه في حبسة بالصنين، فقال له: أني جئت بأطلاقك فمالي عندك؟ قال: ما تحب ووعده عده سنيه، وفقال له: أرسل بالكتاب إلى النعمان، ولا تخرج من عندي، فانك إن خرجت من عندي قتلت، فلم يفعل وخرج بالكتاب، فأوصله إليه. وجاء أعداء عدي من بني مرينا وبني بقيله وغيرهم إلى النعمان. وقالوا له: إن رسول كسرى ذاهب بعدي، فان كان ذلك فلن يستبقك ولا أحداً منا فامرهم فخالفوا الرسول إليه فخنقوه ودفنوه. وجاء الرسول إلى النعمان فقال: نعم وكرامة إذا أصبحت فأدخل أنت إليه فأخرجه. فلما أصبح ركب إلى السجن فقال له السجان: إنه مات منذ أيام، وما اجترأنا على أعلام الملك بموته لعلمنا إن ذلك مما يشق عليه. فقال كذبت الم أكن أمس عنده وهو حي فباهته، فعاد إلى النعمان فقال أني كنت عند عدي أمس وهو حي، وإن السجان بهتني اليوم، وذكر إنه مات منذ أيام فقال: وكيف يبعث الملك بك اليّ فتبدأ به قبلي؟! كذبت أما أنت طالب للرشوة، وزجره ثم أعطاه من ماله ومال أعداء عدي أربعة آلاف مثقال ذهباً وجارية حسناء فلم يقنع فزاده حتى رضي، وأستوثق منه إنه يخبر كسرى بأن عدي مات قبل مقدمه ففعل