أنك قد احتجبت قرطي كذا ووشاحي كذا وأنت فيما خفي أخون. فاستوحش بهران وعصى " وحزب " بين هرمز وأبنه أبرويز، وضرب دراهم عليها أسم أبرويز، وبعث بها مع من نثرها بباب هرمز فخاف أبرويز أباه فهرب منه إلى أذر بيجان، فأتته مرازبتها ومرازبه جرجان وأصفهان وسجستان وهمدان مطيعين له. ١٢٣ ومنوه من أبيه وحبس هرمز بندويه وبسطام خالي أبرويز فكسرى السجن وخرجا، وثار معهما الغوغاء، فقبضا على هرمز وسملاه. وبلغ أبرويز ذلك فقدم من أذربيجان إلى المدائن، وقال لابيه: أني لم أجد إلى الهرب منك أو القتل وما لي ذنب اليك ولا فيما صنع بك، فدفع إليه هرمز الملك وعقد عليه التاج. وبلغ بهرام شوبين ذلك فسار يطلب المدائن، فجمع له أبرويز ولقيه بالنهروان فكانت بينهم وقعة لم يناصح فيها أصحاب أبرويز، وانحازوا إلى بهرام شوبين وطلب أبرويز المدائن فشهره فرسه شبداز، فخاف الطلب، فطلب من النعمان فرسه اليحموم فأبى إن يعطيه فقال له حسان بن حنظلة الطائي: أيها الملك حياتك للعالم خير من حياتي، فاركب فرسي هذا. وكان تحته فرس له يسميه الضبيب فركبه أبرويز وركب حسان شبداز فنجيا جميعاً في غمار الناس. ودخل أبرويز على هرمز فاستشاره فقال له: يا بني عليك بقيصر فاستنجده فمضى في رهط من أصحابه فعبر دجلة وقطع الجسر فتخلف عنه خالاه: بندوية وبسطام، فسألهما عن شأنهما فقالا: آنا نخاف إن يدخل بهرام