" ما لبيحرة لا أثبت الله له شجرة ولا أزكى له ثمرة " ثم أنصرف وهو يقرأ: (قال عما قليل ليصبحن نادمين) . ثم قال لأبي بكر وعلي: أمضيا بنا الأهم أحياء ربيعة لعلهم إن يجيبوا الأهم الأيمان فمر حتى أتى منازل ربيعة فوقف عليهم وتقدم أبو بكر وكان نسابا فسلم وقال ممن القوم؟ قالوا: من ربيعة قال أمن هاماتها أم من لهازمها؟ قالوا من لهازمها العليا قال من أيهم أنتم؟ قالوا نحن من ذهل الأكبر قال أمنكم حارثة بن عمرو صاحب اللواء وقائد الأحياء؟ قالوا: لا قال: أفمنكم المزدلف صاحب العمامة الفردة قالوا: لا قال: أفمنكم الحوفزان قاتل الملوك وسالبها١٣٠ أنفسها؟ قالوا: لا قال أفمنكم حسان بن مرة حامي الذمار ومنع الجار؟ قالوا: لا قال: أفمنكم أخوال الملوك من كندة؟ قالوا: لا قال: أفمنكم أصهار الملوك من لخم؟ قالوا: لا قال فلستم ذهل الأكبر أنتم ذهل الأصغر. فقام إلى دغفل بن حنظلة النسابة وهو يومئذ غلام وقد بقل وجهه يقول:
لنا على سائله إن نسأله ... فالعبء لا نعرفه ولا نحمله
ثم قال يا هذا قد سألت فلم نكتمك شيئا ونحن نريد إن نسألك فممن أنت؟ قال رجل من قريش. قال بخ بخ! أهل الرياسة والسؤدد وهداة