فمال الأيمان، وقصد خدمته وهو بأصفهان، وأقام ببابه مدة يسيرة وجرى بينهما من العهد والميثاق ما يجري بين مثليهما، فحافظ على خدمته وقام بشروط طاعهته حتى إن عمه تاج الدولة تتش بن الأقرع أرسلان حاز الشام بأسره، وبلاد عباده، وديار بكر، وبلاد نمير وكلاب، وأفتتح حلب وحران وقتل أق سنقر وبرزان وأيحسبون من عظماء أمراء الترك وإبراهيم بن قريش في عدة من آل المسيب وخطب له ببلاد الجبل وأكثرها وتوجه أصفهان لمحاربة أبن أخيه ركن الدين بركيارق ودخل أصحابه بغداد وخطب له بها وأجتمع له بها١٣٣ من العساكر التركمان ما يفوق العدد. ووصلت مقدمة ولده الانبار وسيف الدولة مقيم على أمره في الوفاء للسلطان ركن الدين بركيارق غير راجع عنه برغبة ولا رهبة وأعداؤه بازائه ببغداد بالعساكر الكثيرة والجموع العظيمة مع قرب المسافة فيما بينهم ألقى إن كفاه الله مؤونة عدوه.
ومنها إن السلطان الأعظم سيد سلاطين الأمصار سنجر بن ملكشاه رضي الله عنه نزل في أيام حداثته لأمر عرض فقام بخدمته ألقى إن زال ذلك، وسار في خدمته ألقى حيث أراد بعد إن التزم عليه وعلى أصحابه من المؤن ما يلزم مثله لمثله.