للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقصد باب السلطان فقضى الله حوائجه وكفاه ما حذره، فهل في قصته الإنصاف إن يقاس ملك أشترى أسرى قبيلة ليربطهم ويوثقهم بمن اشتراهم ليمن عليهم ويطلقهم. ويسوي بين ما ابتاعهم ليشفي غيظه منهم ويوثقهم بمن ابتاعهم ليعتقهم، وهل يماثل بمن أراد ما أراد بهم من الفدية أو القتل بمن أطلق عناتهم والاسارى فشكر له ذلك أطفالهم والعذارى:

بمن معد يفديه بأنفسها ... طراً وتحسدها علياء اليمن

إذا أساء بهم دهر كعادته ... عفى إساءته إحسانه الحسن

يواصل كل علاءٍ خفي زمناً ... وكل مكرمةٍ مهجورةٍ قمن

ما البحر إذا جاش عرباه وهاج له ... موج يرصص في أثنائه السفن

فخلت فيه جبال الرمل بادية ... تنأى بها الريح أطواراً وتقترن

تلاحقت سيب كفيه إذ أنشأت ... منها سحائب جودٍ وبلها هتن

وأرتاح للمجد واهتزت شمائله ... له كما أهتز في إفنائه الغصن

لا يعتريه وراء البذل مندمة ... ولا على عرضه من فعله درن

إذ الحباحلها طيش الحلوم غدا ... كأنما قد رسا في دسته حصن

ومن أحاديثهم معهم إليه المنذر الأربعين لما نزل بالحارث بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب الكلبي، ووهب له سلمى بنت الصائغ اليهودي أم أبنه النعمان بن المنذر على الوجه الذي تقدم ذكره، ورحل بها عنه أغار عليه في طريقه ضرار بن الرديم الضبي وأسم الرديم ضرار بن مالك بن زيد بن كعب بن

<<  <   >  >>