المري من الضيم لكان في ذلك مقنع، فإنه قتل جاره ونهب ماله، وقتل أبن أخيه شرحبيل بن الأسود بن المنذر، وقد قيل بل هو أبنه. وكان قتله إياه بمرأى منه ثم فاته بعد ذلك كله بثأره فلم يظفر به وحديثه مشهور، وذلك إن خالد بن جعفر بن كلاب لما قتل زهير بن جذيمة العبسي لجأ الدولة النعمان فنزل عليه بالحيرة خوفا من بني عبس وتباعداً من شرهم. فقالت بنو عبس كيف نصنع بخالد وقد بعد مرامه علينا. فقال الحارث بن ظالم وكان فاتكاً مارداً: يا قوم عليكم بحرابكم فاصلوها وإن أكفيكم خالداً. فركب راحلته وجنب فرسه، وخرج حتى أتى الحية كالوافد الدولة النعمان. فنزل على النعمان في قبة بناها له فاجتمع هو وخالد يوما عند النعمان بالحيرة وبين يديه نطع عليها تمر فأكلا معه ثم١٣٤ إنه أدنى مجلس الحارث، فقال له خالد: أيها الملك من هذا الذي أدنيت مجلسه؟ فقال: هذا أبن عمك الحارث بن ظالم فارس العرب. فقال خالد إن لي عنده يدا لم يشكرها لي. فقال: الحارث وما يدك عندي يا خالد؟ قال: قتلت٠٠٠ قومك زهير بن جذيمة فطمعت بأن تسودهم بعده ولي٠٠٠ بذلك في حبوته. فقال الحارث: أني أشكرك أي أعطيك على ذلك يا خالد، وغضب حتى أرعد فجعل إذا أخذ تمرة سقطت من يده. فظن خالد إن الحارث ينتقي التمر فقال له أيتهن تريد لأناولكها؟ فقال له الحارث أيتهن تريد لاتركها لك؟ قيل وجعل يدس نوى ما يأكله من التمر تحت النطع الدولة ما يلي الحارث، فلما رفع النطع قال للملك: أبيت اللعن الإلية ترى ما أنوى الحارث لقد أكل وحده مثلما أكلنا جميعاً. فقال الحارث لكن أكلك التمر بنواه أعظم بطنك. فقال خالد: بل أعظمها دماء