وسلمى بنت ربيعة من بني غنم بن دودان بن أسد بن خُزَيمة. وكانت إحداهما تلي رضاع شرحبيل وتريتهفأتى الحارث سناناً فلقيه خارجاً يرد الحيرة٤٤ فسأله أن يعيره سرجاً، فقال: إن لي عند أهلي سرجاً فأتخم فخذه، فقال: بآية ماذا؟ فقال له قولاً تعرفه المرأة، فجاءها يطلب الصبي منها، فقالت: ما تصنع به؟ قال: أتشفع به إلى الملك، فقالت: وأي شفاعة عند هذا الطفل؟! ٠٠٠أن آتي به أباه فقالت: إني أخاف لائمة بعلي، فقال: إني قد لقيته وطلبته منه، وقد بعثني إليك بآية كذا فزينته ورجلته ودفعته إليه. فأخذه فأتى به الحيرة، وقد سبقه سنان إليه فأتى بعض أصحاب النعمان فلما رأوه معه ظنوا إ أنه إنما جاء به مستشفعاً، فقالوا: مرحباً بك يا حارث وبمن جئت به، وظن سنان به شراً، وعلم إنه أحتال عليه فجعل يدنو منه ليمسك عنان فرسه والحارث يتأخر عنه ثم قال: أتعرفون هذا. فقالوا نعم فضربه فقتله، وطار فلم يقدروا عليه.
وفي رواية أخرى إنه أتى بالصبي حتى وقف بإزاء النعمان، وهو في مجلس له في ظهر الحيرة، فلما رأى النعمان الصبي معه خاف عليه فأراد أن يخادعه فقال: مرحباً بالحامل المحمول، فجزره بالسيف والنعمان يراه وذهب فلم يقدروا عليه.
وفي رواية أخرى أن الصبي كان مسترضعاً عند عمرو بن الخمس التغلبي وكانت عند أبن الخمس امرأة من بني أسد أسمها سلمى بنت ربيعة وقيل بنت كثير بن ربيعة من بني غنم بن دودان، فاحتال الحارث عليه وعليها