ووضع الندى في موضع السيف بالعلى ... مضرَّ كوضع السيف في موضع الندى
وفي هذا وأمثاله نقص للسياسة التي بها قوام الملك ولو كان هذا البطش منه بمن٠٠٠٠تقدم ذكره من الجنايات في أهله وماله وولده لكان ذلك أحوط لملكه وأحفظ لقانون سياسته وأحسن في التدبير منه وأنفى للعار عنه، فان للأنوف الحمية والنفوس الإبل تنازعاً الدولة الفتك بأهل العداوة والمغاورة وتميل الدولة العفو والحلم إذا حضرت القدرة كما قال بعض الحكماء القدرة تذهب الحفيظة. ووصف بعض الشعراء رجلاً مدحه بهذا الوصف فقال:
أسد ضارٍ إذا أم هجته ... وأبٍ بر إذا ما قدرا
فعكس النعمان ذلك وأخذ بضد الأحسن الأجمل، وعجز عمن أقدم بالمعروف عليه وفتك بمن وفد برجائه ألي فكانت صفته في ذلك كما قيل:
جهلا علينا وجبناً عن عدوِّهم ... لبئست الخلتان الجهل والجبن
وروي إنه عوتب في هذا فقال: " تعفو الملوك عن العظيم من الذنوب لفضلها