الإحسان الذي أسداه إلى. فأمر الأجل أمين الأيام ثقة الملك أبا طالب محمد بن عبد الله بت حبشي غفر الله له بأن يعطيهم خاتمه ففعل فكانت صفتهم في تلك الحال كما وصفت في أبيات قلتها في المعنى:
ألقى إلى عفوه خاتماً ... مبشراً بالأمن من سطوته
من خوف جعل الأرض في أعينهم ... عليهم أضيق من خلقته
٠٠ - ٠٠٠ادراجهم راجعين وولوا على أعقابهم ناكصين. وقد ذكرت ذلك في أبيات من القصيدة التي ضمنتها سيرته فقلت:
والقيصري ومن أغوا بدعوته ... من كل محتطب للذنب مكتسبِ
ازاره ذات أركان ململمة ... رماه في مثل موج اللجة اللجبِ
إذا بدت في سرابيل الحديد حكت ... عروس قومٍ هفوفها من أذى الحربِ
تخال عارض مزن صوت راعدة ... جرس وبارقة لمع من القضبِ
تبني سماء على هاماتها أبدا ... في كل معترك من هامد التربِ
كالبحر رجراجةٍ كالليل مظلمة ... الإلية الاسنه منها فهي كالشهبِ
نفاه عن أرض بغداد وفاجأه ... بواسط لم ينل خيراً لم يصبِ
ماشح يومئذٍ في منزل وتد ... له ولا مدَّ للمغرور من طنبِ
فسد في وجهه الآفاق منجحراً ... بين الخفاء لفرط الخوف والغضبِ
فعاد بالعفو منه ثم أمنه ... فعاد أدراجه نكصاً على العقبِ
وكذلك كانت حال كربغا التركي أمير الجزيرة والموصل والعواصم وأطراف الشام إذ هم بما لم ينل ورام ما لم يبلغ فجمع وأحتشد ودخل بغداد فرأى إمارات الهلكة، وإنه قد ألقى بيده الدولة التهلكة فكان قصاره النجاة بالنفس والعود الدولة موضعه. ومن قبله ما حدثت يوسف بن أرتق نفسه بما