أيضاً جيشه فردهم على مثل ذلك، فلم يكن لهما معاً قدرة على الوصول إليه في جوار المعلىّ وفيه يقول أمرؤ القيس:
كأني إذ نزلت على المعلىّ ... نزلت على البواذخ من شمام١٥٣
فما ملك العراق على المعلىّ ... بمقتدرٍ ولا ملك الشام
أسد نشاص ذي القرنيين عنيِّ ... وعدي عارض الملك الهمام
اقر حشا امرئ القيس بن حجر ... بنو تيمٍ مصابح الظلام
ثم خرج أمرؤ القيس آلنا قيصر مستنجداً به على بني أسد ليطلبهم بدم أبيه فأودع السموءل بن عادياء اليهودي دروعاً كانت له فيل إنها كانت مائة درع، وكان السموءل بتيماء في قصره المعروف بالأبق، وخرج أمرؤ القيس فهلك في وجهه ذلك فطلب الحارث بن أبي شمر الغساني ملك الشام الدروع من السموءل فأبى أن يسلمها إليه، ونزل بجيشه على قصره وسامه تسليمها، فأمتنع من ذلك فظفر بابن له وهو راجع من الصيد، فأخذه وخيره بين تسليم الدروع إليه أو قتل أبنه وأقسم إن لم يعطه الدروع ليذبحنه، فقال: إن لي فيه شريكاً أشاوره، ثم شاور أم الصبي فقالت له تجنب العار وأحفظ حرمة الجار فإنما هو حيضة أحيضها وقد جئتك بمثله. فصاح به لست بمعطيك الدروع فأصنع بأسيرك ما شئت فذبحه والسموءل ينظر إليه من أعلى القصر، وأنصرف عاجزاً عن افتتاح القصر.