للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وركب فرساً ولحق باسعد فرشقه بالنبل حتى قتله وكان زرارة عند المنذر، فبعث بنوه إليه بالخبر فبعث إليهم أن أكتموا ذلك وأظهروا إنه مات ولا يفوتنكم سويد، فإنه خفر ذمتي وقتل جاري. ودخل زرارة على المنذر فأخبره أن إبنه أسعد مات وأن بنيه أرسلوا إليه يخبرونه بذلك. فلم يشك المنذر في قول زرارة، وطلب بنوا زرارة سويداً فهرب منهم إلى مكة، فحالف بني نوفل بن عبد مناف، وتزوج فأخته بنت عامر بن نوفل بن عبد مناف فولده فيهم يعرفون بآل أبي إهاب. وهو أبو إهاب بن عمرو بن قيس بن سويد. ولم يظهر أمر أسعد بن المنذر مدة حياة أبيه، فلما هلك المنذر إستعمل أنوشروان إبنه عمرو بن هند، فكان زرارة من أكرم الناس عليه، وكانت بين زرارة وبين طي عداوة، فارسل عمرو بن هند خيلاً للاغارة على الحليفين أسد بن خزيمة وغطفان، وكانوا لا يدينون للملوك، فاخطأهم الجيش ولم يظفروا بما أرادوا منهم، فاقبلوا راجعين يريدون الحيرة بغير غنيمة فمروا بجديلة طي وهم نزول في حمى لعمر بن هند، وكان قد كتب لهم بذلك كتاباً، وجعل لهم عهداً، فاغاروا عليهم فسبوا وأسرو وساقوا الأموال، فقدموا بها على عمروا بن هند وعنده زرارة فقال ما ترى فيهم؟ فقال تقتل هذه الأكلب - يعني الرجال - وتأخذ الأموال وتستخدم بالنسوان. فقال إني كنت كتبت لهم عهداً فقال له: إنما عاهدت أهل بيت واحد منهم لا كلهم وحسن له ذلك فأخذ فيهم برأيه. وخرج زرارة إلى أهله وقدم قيس بن جرول الطائي على عمر بن هند وزرارة غائب فخاصمه في الجدلين وأموالهم ونسائهم وقال لقد غدرت بهم وأنشد:

<<  <   >  >>