٤٧ - خطبة في معرفة الله وتوحيده الحمد لله الذي أوجب على العباد معرفته بأسمائه وصفاته، وأسبغ عليهم نعمه وأمرهم أن يستدلوا بآياته، وأشهد أن لا إله إلا الله الذي لا يلجأ العبد إلا إليه في كل مهماته، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أشرف برياته، اللهم صل على محمد وعلى آله وأصحابه مدى الدهر وأوقاته.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله وأنيبوا إليه، واستغفروه من جميع الذنوب، ثم توبوا إليه، فإنه الودود الغفور لمن لجأ إليه، وتعرفوا إليه بمعرفة أسمائه وصفاته، وتحببوا إليه بطاعته والثناء عليه وذكر آلائه، فإنه الرب العظيم، الذي ملأت عظمته قلوب أوليائه، وحنت إلى وداده ومحبته أفئدة أصفيائه، موصوف بصفات الكمال، منعوت بنعوت الجلال والجمال، منزه عن العيوب والنقائص والمثال، هو كما وصف به نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله، وفوق ما يصفه أحد من الخلق في كل الأحوال، حي لا يموت، قيوم لا ينام، عليم لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، بصير يرى دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء