٥٥ - خطبة في الصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي جعل حق نبيه مقدما على حقوق العالمين. وأوجب علينا الإيمان به وطاعته وتقديم محبته على الخلق أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد المرسلين، اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله تعالى، قال تعالى:{لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}[آل عمران: ١٦٤] لهذا وجب لنبينا علينا حقوق كثيرة، ومن تلك الحقوق الإكثار من الصلاة والسلام عليه في جميع الأوقات، وتجب الصلاة عليه في الخطبة والصلاة، وتتأكد في يوم الجمعة وليلتها، وفي أول الدعاء وآخره، وعند ذكر سيد المخلوقات، ومن سمع المؤذن قال مثل ما يقول ثم قال: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته، ومن صلى على النبي صلى الله عليه وسلم حلت عليه شفاعته-صلى الله عليه وسلم، وأولى الناس به وأحقهم بشفاعته أعظمهم إخلاصا لله، وأكثرهم صلاة وسلاما عليه. ومن دخل