في تفسير قوله:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ}[النحل: ٩٠] إلخ الحمد لله الذي جعل القرآن تبيانا لكل شيء، وهدى ورحمة للمؤمنين، وجمع فيه أصول الدين وفروعه، وأصلح به الدنيا والدين، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أكمل الخلق وسيد المرسلين، اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم إلى يوم الدين.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله بامتثالكم لأوامره، واجتنابكم لمناهيه، وتوددوا إليه بالتقرب إليه، واتباع مراضيه، فقد جمع الله الخير في آية واحدة من كتابه، وهي قوله:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}[النحل: ٩٠] فتأملوا كيف جمعت كل مأمور، ونهت عن كل شر ومحظور، أمر الله فيها بالعدل الذي قامت به الأرض والسماوات، وصلحت الأمور واستقامت به الموجودات، أكبر العدل القيام بالعبودية، وتحقيق التوحيد، وأعظم الظلم الشرك بالله، واتخاذ العديل به والتنديد، ومن