الحمد لله الذي جعل القيام بطاعته خير الوسائل، وحصول مغفرته ورحمته أفضل المقاصد والمطالب الكوامل.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا ند ولا مماثل. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث بالحق الظاهر وأوضح الدلائل. اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه، أولي المقامات العالية والفضائل.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون. قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[الحديد: ٢٨] فوعد من قام بالإيمان والتقوى ثلاثة أمور؛ وعدهم المغفرة والرحمة، والمضاعفة، والعلم الذي هو النور. فيالها من ثلاثة ما أجلها وأعلاها، وما أعظم حظ من نالها وتبوأ علاها. أتدرون ما هو الإيمان؟ وما هي التقوى؟ اللذان من قام بهما نال النجاة وفاز برضى المولى. الإيمان: أن تؤمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر