٦٥ - خطبة في إصلاح التعليم الحمد لله الذي أمرنا أن نأتي البيوت من أبوابها، وأن نسير في طريق مصالحنا بتعرف مناهجها وأسبابها. وأشهد أن لا إله إلا الله الذي أخرجنا من بطون أمهاتنا لا نعلم من العلوم قليلا ولا كثيرا، وجعل لنا الأسماع والأبصار والأفئدة لنشكره بصرفها إلى المعارف النافعة، وكان ربك قديرا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي أرسل إلى جميع الثقلين بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا. اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه، صلاة وسلاما كاملا كثيرا.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله بمعرفة الخير واتباعه، ومعرفة الشر وتركه واجتنابه، واعلموا أن العلم هو الأساس الذي يستقيم عليه البنيان، وبه الصلاح والفساد والكمال والنقصان، فليكن تأسيسكم على علوم نافعة صحيحة، ومعارف قوية صادقة رجيحة، فالعلوم النافعة كلها تنقسم إلى مقاصد ووسائل، فالمقاصد هي الأصول المصلحة للعقائد والأخلاق لمضائل، وهي العلوم الدينية التي بينها الرسول وحث عليها،