٥٩ - خطبة في المنجيات والمهلكات الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ملكه وسلطانه، ولا مثل له في أسمائه وصفاته، وبره وإحسانه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، المؤيد ببرهانه، اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه وأعوانه.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واسلكوا سبيل السلامة والنجاة، واحذروا سبل العطب والأمور المهلكات، فقد قال صلى الله عليه وسلم:«ثلاث منجيات وثلاث مهلكات، فأما المنجيات: فتقوى الله في السر والعلانية، والقول بالحق في الرضا والسخط، والقصد في الغنى والفقر، وأما المهلكات: فهوى متبع، وشح مطاع، وإعجاب المرء بنفسه، وهي أشدهن» . فياله من كلام جامع لمسالك الخيرات، محذر عن موانع الهلكات. أما تقوى الله في السر والعلانية، فهي ملاك الأمور، وبها حصول الخيرات واندفاع الشرور، فهي مراقبة الله على الدوام، والعلم بقرب الملك العلام، فيستحي من ربه أن يراه حيث نهاه، أو يفقده في