للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[خطبة في فضيلة الذكر]

١٩ - خطبة في فضيلة الذكر الحمد لله الذي أعطى الذاكرين ما لم يعط أحدا من العالمين، ورفع لهم المنازل العالية، وجعلهم صفوة المؤمنين، وأشهد أن لا إله إلا هو ولا ضد ولا معين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل الذاكرين، اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعهم إلى يوم الدين.

أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واستعينوا على ذلك بذكر الملك العظيم، فإن ذكره يوصل العبد إلى كل خير جسيم، وينجيه من العذاب الأليم، فبذكر الله تطمئن القلوب، وتزول المكاره والكروب، أما علمتم أن من ذكر الله في نفسه ذكره الله في نفسه؟ ومن ذكره في ملأ ذكره في ملأ خير منهم، في حضرة قدسه، وأن الذاكرين الله كثيرا والذاكرات هم المفردون، وأنهم إلى كل خير وكرامة ونعمة سابقون، فذكر الله مجلبة للغنى وأنواع الفوائد مطردة للهم والغم والأنكاد والشدائد، أما سمعتم أن الإكثار من ذكر الله خير لكم من إنفاق الذهب والفضة والجهاد، وما شرعت العبادات كلها إلا لإقامة ذكر رب العباد، وأن الجنة

<<  <   >  >>